لكل شيء اذا ما تم نقصان
فلا يغرنّ بطيب العيش انسان
هي الامور كما شاهدتها دول
من سره زمن سائته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على احد
ولا يدوم على حال لها شان
اين الملوك ذوي التيجان من يمن
واين منهم أكاليل وتيجان
أين من دوخوا الدنيا بسطوتهم
وذكرهم في الورى ظلم وطغيان
هل ابقى الموت ذا عز لعزته
أو هل نجى منه بالسلطان إنسان
لا والذي خلق الاكوان من عدم
الكل يفنى فلا إنس ولا جان
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم
أسرى وقتلى فما يهتز لهم إنسان
لماذ التقاطع في الاسلام بينكم
وأنتم يا عباد الله إخوان
يا من لذلة قوم بعد عزتهم
احال حالهم جور وطغيان
بالأمس كانوا ملوكا في قصورهم
واليوم هم في سجون الكفر عبدان
فلو تراهم حيارى لا دليل لهم
عليهم في ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاههم عند بيعهم
لهالك الامر وأستهوتك أحزان
يا رب أم وطفل حيل بينهما
كما تفرق الارواح والابدان
وطفلة مثل حسن الشمس اذ طلعت
كأنما هي ياقوت ومرجان
يقودها العرج للمكروه مركهة
والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يبكي القلب من كمد
ان كان في القلب اسلام وإيمان