خطبة القرضاوي لاعدم صدام حسين رحمه الله

القرضاوي: إعدام صدام يكرِّس الطائفية والحقد الأسود





الدوحة - موقع القرضاوي /6-1-2007

أكد فضيلة الشيخ د. يوسف القرضاوي ان اعدام صدام حسين في يوم عيد الأضحي أمر منكر ولا يقبله أي مسلم، مستنكراً ما شهدته وقائع إعدام الرئيس العراقي السابق من عبارات طائفية في حقه وهو علي عتبة الموت، مما يشعل النزعة الطائفية والحقد الأسود الذي يهدد مستقبل العراق.

وقال د. القرضاوي في خطبة الجمعة التي القاها أمس بجامع عمر بن الخطاب ان ما يجري في العراق معناه أن هناك حرب إبادة مبيتة للسنة طالباً من أهل الحل والعقد بالتدخل وكذلك الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي القيام بدورها بإرسال لجان لتقصي الحقائق واتخاذ مواقف حاسمة لمواجهة الفتنة المتصاعدة في العراق.

وطالب د. القرضاوي المراجع الشيعية الكبري التي تعد المراجع الدينية التي يأتمر الناس بأمرها ان تتحمل مسؤوليتها وكذلك الآيات الكبري والمرشد الأعلي السيد خامنئي وايران بإعلان مواقفهم تجاه ما يحدث في العراق وإلا اتهمهم الناس بأنهم متواطئون أو مصدرون أو ممولون لهذه الفتن واصفا الوضع في العراق بأنه خطير وينذر بعواقب أسوأ.

حرمة الدم الفلسطيني

وفيما يتعلق بفلسطين ، شدد العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على حرمة الاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين، مناشدا الإخوة في حركتي "فتح" و"حماس" الكف عن سفك الدماء الفلسطينية.

وقال: "ما هذا الذي يجري؟ الفلسطيني يقتل أخاه الفلسطيني؟ علام تقتتلون أيها الناس؟ على السلطة، على الحكومة؟ أي سلطة؟ أي حكومة؟".

ومضى مضيفا: "أتظنون أن بأيديكم سلطة؟ أتظنون أن لكم سيادة؟ أتظنون أنكم تحكمون أنفسكم؟ إن عدوكم هو الذي يتحكم في رقابكم، يدخل ويخرج ويحاصر ويفرج عمن يشاء".

وحذر القرضاوي من خطورة الانقسام والفرقة الداخلية على قضية فلسطين برمتها، قائلا: "التفرق مصيبة وكارثة في كل الأحوال، لكنه في مثل أحوال الإخوة في فلسطين أشد كارثية (..) إن المحنة تقرب المتفرقين ونحن في محن وراء محن وشدائد وراء شدائد".

وخاطب فضيلته الإخوة في فتح وحماس: أناديكم جميعا، أناشدكم الله أن تكفوا عن سفك الدماء، حرام، حرام، حرام أن تسفك قطرة دم من فلسطيني برصاص فلسطيني.. يجب أن تتوجه الرصاصات والأسلحة كلها، إلى العدو الذي لا يرعى لكم عهدا ولا حرمة".

الصومال المنكوب

واعتبر العلامة القرضاوي العيد الحقيقي هو يوم تتحد كلمة الأمة، ويوم أن تتحرر أرض الإسلام، ويوم أن يتحرر المسجد الأقصى، معددًا مظاهر الفرح التي اختفت منذ عدة سنين، وقال إن العيد الحقيقي هو يوم تصبح هذه الأمة حقا سيدة نفسها".

ثم تطرق إلى التطورات الأخيرة في الصومال، معتبرا أن هذا البلد "أنهكته الحروب وتجار الحروب وأمراء ودعاة الفتن حتى عاش سنين عددا لا يشعر بأمن ولا باستقرار، وفي هذه الحالة نهض رجال مخلصون (..) رجال المحاكم الشرعية، وجدوا البلد في هذه الحال، ناشدهم بعض الناس فاستجاب الناس لهم مختارين طائعين".

وأشاد القرضاوي بالاستقرار الذي شهده الصومال في ظل المحاكم الإسلامية: "كل بلد دخلوه استتب فيه الأمن، وقلَّت فيه الجرائم، وعاش الناس فيه آمنين مطمئنين".

وانتقد فضيلته التدخل العسكري الإثيوبي في الصومال، متهما الولايات المتحدة بالوقوف وراء ذلك، قائلا: "سرعان ما تحركت أمريكا، ولها من الكيد والمكر والاستخبارات ما لها، وحركت من تستطيع أن تحركهم، حركت الجيش الإثيوبي الصليبي ليغزو الصومال بدباباته وطائراته ومصفحاته، وهؤلاء مساكين ليس معهم إلا أسلحة محدودة معدودة قليلة في كمها وفي نوعها، ولذلك لم يستطيعوا أن يواجهوا هذا الجيش".

دارفور بلد القرآن

وعن السودان تحدث العلامة القرضاوي قائلا: القوى المتربصة بالعرب وبالمسلمين لا تستطيع أن تعيش دون أن تعمل، تتحرك، في كل شر للمسلمين.. لقد عاش السودان سنين طويلة في مأساة الجنوب وما كلفته من شهداء وتضحيات وأموال وعتاد أثر على ميزانية وحال الشعب فلما حُلت هذه المشكلة واتفقوا فيها على أمر بدءوا يبحثون عن أمر آخر حتى لا يهدأ السودان، فأثاروا قضية دارفور وهم يريدون التدخل لا ليحلوا المشكلة ولكن ليزيدوا الطين بلة.

وأضاف: هذا بلد القرآن -أي دارفور- وقراء القرآن ومعلمو القرآن هم الذين علموا السودان وتشاد ومن حولهم القرآن.. كيف يكون قارئ ومعلم القرآن ليس بعربي؟ أثاروا فتنة عرب وأفارقة.. الأفريقي الذي يحفظ القرآن أليس عربيا؟.

واستشهد فضيلته بحديث عن ابن عساكر وغيره يقول: ألا إن العربية من أحدكم ليست بأم ولا أب ولكن العربية اللسان؛ فمن تكلم بالعربية فهو عربي. وأضاف: قلت هذا لأهل دارفور حينما زرتهم في الفاشر: أنتم عرب، نحن في مصر أفارقة ما الذي جعلنا عربا؟ تعلمنا العربية، كل من تعلم العربية فهو عربي.. أيا كان عرقه، العروق لا قيمة لها في الإسلام. وأضاف أنهم يريدون أن تظل الحرب قائمة، والسودانيون رفضوا أن تأتي قوة من الخارج؛ لأنهم لا يأمنون أن تؤدي هذه القوى إلى شر وفتنة، وقالوا قوى إفريقية.

نقطة مضيئة

وتحدث العلامة القرضاوي عن الأرباح التي جنتها الأمة في سنة 2006 وما تكبدته من خسائر، وقال: الحساب ثقيل، حساب المدين، وليس دائنا، ميزاننا خفيف وليس ثقيلاً، لسنا ممن ثقلت موازينه، خسائر وراء خسائر، إلا شيئا لا بد لنا أن نذكره، وهو انتصار الإخوة المقاومين في العراق على التجبر الأمريكي والتأله الأمريكي.

وتابع: لقد أحبطوا مكر الأمريكان، لقد ردوا كيدهم في نحورهم، وأعادوا سهامهم المسمومة إلى صدورهم.. كانت أمريكا تعتقد أن دخولها نزهة، وقابلها العراقيون بالرصاص لا بالزهور.. وجدت الإصرار من الشعب العراقي الحر المسلم العربي الأبي الأشم وقف في وجه التأله الأمريكي ولم يعط الأمريكان فرصة ليستريحوا.. صحيح أن الأمريكان معهم ما معهم من أسلحة في البر والبحر والجو، لكنهم لم يستطيعوا أن يتغلبوا على الشعب العراقي، انتصر الشعب العراقي على الأمريكان، ومثلهم إخوتنا في أفغانستان الذين لم يستسلموا حتى اليوم للطغيان الأمريكي وللسلاح الأمريكي وللتجبر الأمريكي.



للاستماع ...

اي عفية

ادلل

تسلم